بحث في فقه السنة والويب

Sunday, August 14, 2011

موقف الامام والمأموم


موقف الامام والمأموم

اولاً:- استحباب وقوف الواحد عن يمين الامام والاثنين فصاعدا خلفه
لحديث جابر ، قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي فجئت فقمت على يساره فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه ثم جاء جابر بن صخر فقام عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بأيدينا جميعا فدفعنا حتى أقامنا خلفه ، رواه مسلم وأبو داود .

وإذا حضرت المرأة الجماعة وقفت وحدها خلف الرجال ولا تصف معهم فإن خالفت صحت صلاتها عند الجمهور . قال أنس : صليت أنا ويتيم في بيتنا خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأمي أم سليم خلفنا ، وفي لفظ : فصففت أنا واليتيم خلفه ، والعجوز من ورائنا . رواه البخاري ومسلم .

ثانياُ:- استحباب وقوف الامام مقابلا لوسط الصف وقرب أولي الاحلام والنهي منه لحديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( وسّطوا الامام وسدوا الخلل (مابين الاثنين من الاتباع) رواه أبو داود وسكت عنه هو والمنذري .

وعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليليني (أي ليقرب مني) منكم أولوا الاحلام والنهي ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، وإياكم وهيشات الاسواق (اختلاط الاصوات كما يقع في الاسواق) ) رواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي .

وعن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يليه المهاجرون والانصار ليأخذوا عنه . رواه أحمد وأبو داود . والحكمة في تقديم هؤلاء ليأخذوا عن الامام ويقوموا بتنبيهه إذا أخطأ ويستخلف منهم إذا احتاج إلى استخلاف .

ثالثاً:- موقف الصبيان والنساء من الرجال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجعل الرجال قدّام الغلمان ، والغلمان خلفهم ، والنساء خلف الغلمان (وإذا كان صبي واحد دخل مع الرجال في الصف) ) رواه أحمد وأبو داود .

وروى الجماعة إلا البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( خير صفوف الرجال أولها ، وشرها آخرها ، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ) . وإنما كان خير صفوف النساء آخرها لما في ذلك من البعد عن مخالطة الرجال بخلاف الوقوف في الصف الاول فإنه مظنة المخالطة لهم .

رابعاً:- صلاة المفرد خلف الصف
من كبر للصلاة خلف الصف ثم دخله وأدرك فيه الركوع مع الامام صحت صلاته ، فعن أبي بكرة أنه انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو راكع ، فركع قبل أن يصل إلى الصف ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( زادك الله حرصا ولا تعدد ) (1) رواه أحمد والبخاري وأبو داود والنسائي . وأما من صلى منفردا عن الصف فإن الجمهور يري صحة صلاته مع الكراهة.
 (1) قيل لا تعد في تأخير المجئ إلى الصلاة ، وقيل لا تعد إلى دخولك في الصف وأنت راكع ، وقيل لا تعد إلى الاتيان إلى الصلاة مسرعا .

وقال أحمد وإسحاق وأحمد وابن أبي ليلى ووكيع والحسن بن صالح والنخعي وابن المنذر : من صلى ركعة كاملة خلف الصف بطلت صلاته . فعن وابصة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي خلف الصف وحده فأمره أن يعيد الصلاة . رواه الخمسة إلا النسائي . ولفظ أحمد قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل صلى خلف الصف وحده ؟ فقال ( يعيد الصلاة ) وحسن هذا الحديث الترمذي ، وإسناد أحمد جيد .

وعن علي بن شيبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي خلف الصف فوقف حتى انصرف الرجل فقال له : استقبل صلاتك فلا صلاة لمفرد خلف الصف. رواه أحمد وابن ماجة والبيهقي ، قال أحمد : حديث حسن ، وقال ابن سيد الناس : رواته ثقات معروفون . وتمسك الجمهور بحديث أبي بكرة قالوا لانه أتى ببعض الصلاة خلف الصف ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالاعادة  فيحمل الامر بالاعادة على جهة الندب مبالغة في المحافظة على ما هو الاولى .

قال الكمان بن الهمام : وحمل أئمتنا حديث وابصة على الندب وحديث علي بن شيبان على نفي الكمال ليوافقا حديث أبي بكرة ، إذ ظاهره عدم لزوم الاعادة لعدم أمره بها . ومن حضر ولم يجد سعة في الصف ولا فرجة فقيل : يقف منفردا ويكره له جذب أحد ، وقيل يجذب واحدا من الصف عالما بالحكم بعد أن يكبر تكبيرة الاحرام . ويستحب للمجذوب موافقته .

خامساً: تسوية الصفوف وسد الفرج
يستحب للامام أن يأمر بتسوية الصفوف وسد الخلل قبل الدخول في الصلاة .

فعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل علينا بوجهه قبل أن يكبر فيقول : تراصوا واعتدلوا . رواه البخاري ومسلم .

وروي عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة.

وعن النعمان بن بشير قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوينا في الصفوف كما يقوم القدح حتى إذا ظن أن قد أخذنا ذلك عنه وفقهنا أقبل ذات يوم بوجهه إذا رجل منتبذ بصدره (بارز) فقال : لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) (حصول العداوة والتنافر والبغضاء) رواه الخمسة وصححه الترمذي ،

وروى أحمد والطبراني بسند لا بأس به عن أبي أمامة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سووا صفوفكم ، وحاذوا بين مناكبكم (أي اجعلوا بعضها حذاء بعض بحيث يكون منكب كل واحد من المصلين محاذيا وموازيا لمنكب الاخر) لينوا في أيدي إخوانكم وسدوا الخلل فإن الشيطان يدخل فيما بينكم بمنزلة الحذف ) (أولاد الضأن الصغار)

وروى أبو داود والنسائي والبيهقي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أتموا الصف المقدم ثم الذي يليه فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر .

وروى البزار بسند حسن عن ابن عمر قال : ما من خطوة أعظم أجرا من خطوة مشاها رجل إلى فرجة في الصف فسدها ،

وروى النسائي والحاكم وابن خزيمة عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من وصل صفا وصله الله ، ومن قطع صفا قطعه الله .

وروى الجماعة إلا البخاري والترمذي عن جابر بن سمرة قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ؟ فقلنا : يا رسول الله كيف تصف الملائكة عند ربها ؟ قال : يتمون الصف الاول ويتراصون في الصف.

سادساً:- الترغيب في الصف الاول وميامن الصفوف
تقدم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الاول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليهما لاستهموا ) الحديث .

وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخرا عن الصف الاول فقال لهم : تقدموا فائتموا بي وليأتم بكم من وراءكم ، ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله عزوجل . رواه مسلم والنسائي وأبو داود وابن ماجه ،

وروى أبو داود وابن ماجه عن عائشة قالت ، قالت رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون على ميامن الصفوف .

وعند أحمد والطبراني بسند صحيح عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله وملائكته يصلون على الصف الاول ) قالوا : يا رسول الله وعلى الثاني ؟ قال : ( إن الله وملائكته يصلون على الصف الاول ) قالوا : يا رسول الله وعلى الثاني ؟ قال ( وعلى الثاني ) .

سابعاً:- التبليغ خلف الامام
يستحب التبليغ خلف الامام عند الحاجة إليه بأن لم يبلغ صوت الامام المأمومين، أما إذا بلغ صوت الامام الجماعة فهو حينئذ بدعة مكروهة باتفاق الائمة .

No comments:

Post a Comment

المواضيع الاكثر زيارة

Total Pageviews