بحث في فقه السنة والويب

Tuesday, June 14, 2016

استحباب إعطاء الصدقة للصالحين

استحباب إعطاء الصدقة للصالحين
الزكاة تعطى للمسلم، إذا كان من أهل السهام، وذوي الاستحقاق؛ سواء أكان صالحاً، أم فاسقاً(1)، إلا إذا علم أنه سيستعين بها على ارتكاب ما حرم الله، فإنه يمنع منها؛ سداً للذريعة، فإذا لم يعلم عنه شيء، أو علم أنه سينتفع بها، فإنه يعطى منها.
وينبغي أن يخص المزكي بزكاته أهل الصلاح والعلم، وأرباب المروءات؛ فعن أبي سعيد الخدري - رضي اللّه عنه - أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل المؤمن ومثل الإيمان، كمثل الفرس في آخيته (2) يجول، ثم يرجع إلى آخيته، وإن المؤمن يسهو، ثم يرجع إلى الإيمان، فأطعموا طعامكـم الأتقياء، وأولوا معروفكـم المؤمنين "(3). رواه أحمد بسند جيد، وحسنه السيوطي.
وقال ابن تيمية: فمن لا يصلي من أهل الحاجات لا يعطى شيئاً، حتى يتوب، ويلتزم أداء الصلاة. وهذا حق، فإن ترك الصلاة إثم كبير، لا يصح أن يعان مقترفه، حتى يحدث لله توبة.
ويلحق بتارك الصلاة، العابثون، والمستهترون الذين لا يتورعون عن منكر، ولا ينتهون عن غي، والذين فسدت ضمائرهم، وانطمست فطرهم، وتعطلت حاسة الخير فيهم، فهؤلاء لا يعطون من الزكاة، إلا إذا كان العطاء يوجههم الوجهة الصالحة، ويعينهم على صلاح أنفسهم، بإيقاظ باعث الخير، واستشعارة عاطفة التدين.



( 1 ) الفاسق، هو المرتكب للكبيرة، أو المصر علّى الصغيرة.
( 2) الآخية، عروة، أو عود يغرز في الحائط؛ لربط الدواب، يعني، العبد يبعد يترك أعمـال الإيمان، ثم يعود إلى الإيمان الثابت، نادما علّى تركه، متداركاً ما فاته، كالفرس يبعد عن آخيته، ثم يعود إليها.
(3) أحمد في "المسند) (3 / 55، 38)..

No comments:

Post a Comment

المواضيع الاكثر زيارة

Total Pageviews