بحث في فقه السنة والويب

Tuesday, June 14, 2016

مَن الذي يقوم بتوزيع الزكاة ؟

مَن الذي يقوم بتوزيع الزكاة ؟
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث نوابه؛ ليجمعوا الصدقات، ويوزعها على المستحقين، وكان أبو بكر وعمر يفعلان ذلك، لا فرق بين الأموال الظاهرة، والباطنة (1).
فلما جاء عثمان، سار على النهج زمناً، إلا أنه لما رأى كثرة الأموال الباطنة، ووجد أن في تتتبعها حرجاً على الأمة، وفي تفتيشها ضرراً بأربابها، فوض أداء زكاتها إلى أصحاب الأموال.
وقد اتفق الفقهاء على أن الملاك هم الذين يتولون تفريق الزكاة بأنفسهم، إذا كانت - الزكاة زكاة الأموال الباطنة؛ لقول السائب بن يزيد: سمعت عثمان بن عفان يخطب علّى منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: هذا شهر زكاتكـم، فمن كان منكـم عليه دين، فليقض دينه، حتى تخلص أموالكم، فتؤدوا منها الزكاة( 2). رواه البيهقي بإسناد صحيح وقال النووي: لا خلاف فيه، ونقل أصحابنا فيه إجماع المسلمين.
وإذا كان للملاك أن يفرقوا زكاة أموالهم الباطنة، فهل هذا هو الأفضل، أم الأفضل أن يؤدوها للإمام؛ ليقوم بتوزيعها ؟ المختار عند الشافعية، أن الدفع إلى الإمام إذا كـان عادلاً، أفضل.
وعند الحنابلة: الأفضل أن يوزعها بنفسه، فإن أعطاها للسلطان، فجائز، أما إذا كانت الأموال ظاهرة، فإمام المسلّمين ونوابه هم الذين لهم ولاية الطلب والأخذ، عند مالك، والأحناف. ورأي الشافعية، والحنابلة في الأموال الطاهرة، كرأيهم في الأموال الباطنة.



(1) الأموا ل الظاهرة؛ هي الزروع، والثمار، والمواشي، والمعادن والباطنة، هي عروض التجارة، والذهب، والفضة، والركاز.
( 2 ) البيهقي: كتاب الزكاة - باب الدين مع الصدقة (4 / 48 1 )، وانظر المسألة في: زاد المعاد ( 2 / 0 1 )، حيث قال: ولذلك كان يبعث سعاته إلى البوادي، ولم يكن يبعث إلى القرى.... ولم يكن من هديه أن يبعث سعاته، إلا إلى أهل الأموال الطاهرة من المواشي، والزروع، والثمار.

No comments:

Post a Comment

المواضيع الاكثر زيارة

Total Pageviews