بحث في فقه السنة والويب

Friday, June 10, 2016

إخراجُ الطيبِ في الزكاةِ

إخراجُ الطيبِ في الزكاةِ
أمر اللّه -سبحانه- المزكي بإخراج الطيب من ماله، ونهاه عن التصدُّق بالرديء، فقال: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَْرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُوا (1) الْخَبِيثَ (2) مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُوا فِيهِ (3) وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ " [البقرة:267].
روى أبو داود، والنسائي، وغيرهما، عن سهل بن حنيف، عن أبيه، قال: نهى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن لونين من التمر؛ الجعرُور(4)، ولون الحبيق(5)(6).
وكان الناس يتيمّمُون شِرار ثمارهم، فيخرجونها في الصدقة، فنهوا عن ذلك، ونزلت: " وَلاَ تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ *.
وعن البراء، قال في قوله تعالى: " وَلاَ تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ *: نزلت فينا، مَعْشرَ الأنصار، كنّا أصحابَ نخل، فكان الرجل يأتي من نخله على قَدْر كثرته وقلته، وكان الرجل يأتي بالقِنْو، والقنوين، فيُعلقه في المسجد، وكان أهل الصّفة(7) ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع، أتى القنو، فضربه بعصاه، فسقط البُسر والتمر، فيأكل، وكان ناس ممن لا يرغب في الخير، يأتي الرجل بالقنو فيه الشيص، والحشَف، والقنو قد انكسر، فيعلقه، فأنزل اللّه تعالى: " وَلاَ تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُوا فِيهِ " [البقرة: 267].
قال: لو أن أحدكم أهدى إليه مثلُ ما أعطى، لم يأخذه، إلا على إغماض وحياء. قال: فكنا بعد ذلك يأتي أحدنا بصالح ما عنده(8). رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح غريب.
قال الشوكاني: فيه دليل على، أنه لا يجوز للمالك، أن يخرج الرديء عن الجيد، الذي وجبت فيه الزكاة، نصّاً في التمر، وقياساً في سائر الأجناس، التي تجب فيه الزكاة، وكذلك لا يجوز للمصَدِّق أن يأخذ ذلك.



(1) "تيمموا": أي؛ تقصدوا. (2) "الخبيث": أي؛ الرديء غير الجيد.
(3) "تغمضوا": أي، تتغاضوا في أخذه. (4، 5) الجعرور، و الحبيق: نوعان رديئان من التمر.
(6) أبو داود: كتاب الزكاة - باب ما لا يجوز من الثمرة في الصدقة، برقم (1607) (2 / 260، 261)، والنسائي: كتاب الزكاة - باب قوله تعالى: "ولا تيمموا ,,, *، برقم (2492) (5 / 43).
(7) أهل الصفة: أي؛ فقراء المهاجرين.
(8) الترمذي: كتاب التفسير- باب ومن سورة البقرة، برقم (2987) (5 / 218، 219).

No comments:

Post a Comment

المواضيع الاكثر زيارة

Total Pageviews